أكد عدد من الصحفيين والصحفيات، وناشطات، وقيادات نسوية في المجتمع المدني، على أهمية تمكين الصحفيات من تقلد مناصب قيادية في المؤسسات الإعلامية وفق خطة زمنية محددة وإشراكهن بصورة أكبر في إعداد الخطط التحريرية والبرامجية التلفزيونية والإذاعية، والدفع بالمرأة الإعلامية للمشاركة في العمل النقابي وخاصة في المناصب القيادية.

كما أكدوا في ختام ورشة عمل أقيمت اليوم بعدن حول «وضع الصحفيات في وسائل الإعلام» نظمها مركز الإعلام الثقافي (CMC) بالشراكة مع مؤسسة “بدائل” ـ كندا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، على أهمية سن التشريعات الإعلامية التي تحقق المساواة بين الرجال والنساء العاملين في حقل الإعلام وتنفيذ تلك القوانين على أرض الواقع.

وحثت التوصيات التي خرجت بها الورشة، على أهمية إقرار سياسات إعلامية تحفز النساء علي الانخراط في مهنة الإعلام والعمل على تغيير القناعات الخاطئة لدى المجتمع تجاه عمل المرأة في وسائل الإعلام، وكذا تعزيز إرادة الصحفيات أنفسهن وتحديدهن للمواقع والعمل بجدية ومثابرة من أجل تغيير واقعهن الراهن.

وشددت التوصيات على أهمية تعميق الادراك بدور وأهمية وسائل الإعلام المختلفة في مواجهة الأساليب الهادفة إلى إلغاء دور المرأة في الإعلام، والمراجعة لمواقع الصحفيات في الإعلام بهدف إزالة التمييز القائم على النوع الاجتماعي وصولا لتحقيق الهدف المنشود لدورها في ترسيخ القيم والمبادئ الإنسانية المنصوص عليها في المواثيق والعهود والقوانين الدولية، وكذا إيلاء الاهتمام الخاص في التأهيل والتدريب للصحفيات العاملات في مجال مختلف وسائل الإعلام.

وكانت رئيسة مركز الإعلام الثقافي وداد البدوي قد تحدثت في افتتاح الورشة عن أهمية انعقاد الورشة لمناقشة وضع الصحفيات في مختلف وسائل الإعلام، وكذا حضور المرأة في المادة الإعلامية في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وفي مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت إلى أن مخرجات الورشة ستساهم في تعزيز الحضور الإعلامي للمرأة في الإعلام خصوصاً خلال مرحلة الحرب والصراع الذي تشهده بلادنا، باعتبار المرأة الأكثر تعرضاً للانتهاك، والأكثر ضرراً من الحرب.

من جانبها أشارت المدير التنفيذي لمؤسسة أكون للحقوق والحريات ليلى الشبيبي إلى الدور المعول على الصحفيات في تناول قضايا المرأة بمهنية وموضوعية، ونقل معاناة المرأة اليمنية للعالم أجمع.

وتطرقت إلى العلاقة المتينة بين الإعلام والمجتمع المدني، وأهمية خلق شراكة بين المنظمات العاملة في المجال النسوي، والصحفيات والإعلاميات .. مبدية استعداد مؤسستها خلق شراكة وتعاون مع الصحفيات من خلال تنفيذ مبادرات تخدم تعزيز حضور قضايا المرأة في الإعلام، ومساندة الصحفيات في حملاتهن الإعلامية والصحفية.

وأشادت بمركز الإعلام الثقافي والدور الذي يضطلع به في خدمة قضايا المرأة، وكذا جهود المركز لتأهيل الصحفيات، والتجربة الهامة بإنشاء شبكة للصحفيات .. مؤكدة حرص المؤسسة تعزيز الشراكة مع الإعلام الثقافي في إطار الاهتمام بالصحفيات والإعلاميات.

وقدمت في الورشة عدد من أوراق العمل، تناولت الأولى «الصحفيات في وسائل الإعلام اليمنية ـ حقائق.. تجارب.. مطالب» قدمتها الناشطة السياسية والحقوقية رضية شمشير، أشارت فيها إلى مشاركة المرأة في الصحافة والإعلام، وتحديدا في عدن للمقارنة بين واقع الأمس، وما هو عليه الوضع راهنا بالنسبة للصحفيات في وسائل الإعلام خصوصاً في ظل التطور التقني والتكنولوجي.

كما تطرقت إلى حقائق تاريخية حول الصحافة ودور المرأة في العمل الصحفي، وكيف كانت وسائل الإعلام في عدن بعد الاستقلال، إلى جانب دور ومكانة الصحفيات في وسائل الإعلام راهنا جنوبا وشمالاً.

وقالت : «يمكن توظيف الإعلام لتأدية رسالة إنسانية سامية تخدم المجتمع، وهذا يتطلب العمل على تنمية وتطوير الذات من قبل العاملات في المجال الإعلامي والصحفي، والتخصص ومتابعة التقنية والتطور التنكولوجي المتنامي، والارتباط بالمجتمع وقضاياه التي تزيد الدافعية لتوسيع المدارك وفتح آفاق واسعة للابتكار، والمساهمة في خدمة المجتمع».

وأضافت : «إلى جانب وسائل الإعلام، فإن مواقع التواصل الاجتماعي، باتت تلعب دوراً هاماً لقطاع واسع من الجماهير، حيث ساهمت في تعميق التواصل والحوار والتعارف رغم البعد الجغرافي».

فيما تناولت ورقة العمل الثانية المقدمة من رئيسة مؤسسة وجود للأمن الإنساني مها عوض، «تغطية وسائل الإعلام لقضايا المرأة والأمن والسلام»، تطرقت فيها إلى متطلبات دور الإعلام في قضايا النساء والسلام والأمن.

وقالت: «يتوجب تفعيل هذه السياسات والاستراتيجيات الإعلامية على أرض الواقع والعمل على تعزيز الشراكات للمؤسسات الإعلامية فيما بينها ومع المجموعات والتكتلات والمنظمات النسوية، وهناك ثلاث مهام يجب على الإعلام أن ويأخذ بها من اجل تعزيز قضايا النساء والسلام والأمن، تتمثل في نشر ثقافة السلام، والتعاطي بمسئولية مشتركة مع الأجندة الوطنية للنساء والسلام والأمن، وكذا دعم ومساندة المبادرات المحلية للسلام».

وركزت ورقة العمل الثالثة التي قدمتها الصحفية خديجة عبد الرحمن الكاف «التحديات التي تعيشها الصحفيات خلال الحرب وما قبل الحرب بشكل عام»، استعرضت أبرز التحديات في الواقع المهني، والوضع الأمني، وظروف الحرب، والمركزية والمحسوبية وغيرها من التحديات في الجانب الإعلامي.

وقالت : « على الرغم من التحديات إلا أن الصحفيات أصررن على مواصلة الكفاح لكسر هذه الصورة النمطية التي رسمت لهن، واستطعن أن يتواجدن في الميدان ونقل أحداث الحرب التي تدور رحاها في اليمن، إضافة إلى المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون جراء استمرار الحرب، وخلال الحرب الدائرة في اليمن كانت الكلفة مضاعفة على الصحفيات في البلد، ورغم ذلك قدمت مجموعة من الصحفيات نماذج مشرقة في تحدي الواقع والبروز كصحفيات حربيات مقتدرات».