أكد أستاذ الفلسفة بكلية الآداب بجامعة صنعاء ونائب أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الدكتور عبد الكريم قاسم، ضرورة صنع النموذج الثقافي اليمني المستوعب لقضية التحولات في الواقع.

وأشار في حلقة نقاش نضمها مركز الإعلام الثقافي (CMC) بصنعاء حول دور المثقفين من قضية استهداف الثقافة والمدنية ـ تعز أنموذجاً، إلى أهمية تغيير البنية الحداثية من الداخل، خصوصاً وأن المجتمع يعيش مرحلة انتقالية ليس بالمعنى السياسي فحسب بل بالمعنى الاجتماعي والثقافي من خلال الخروج من المجتمع التقليدي إلى مجتمع الحداثة.

وتطرق إلى ضرورة توليد الشعور الوطني لدى الأجيال من خلال تعميق الثقافة الوطنية.

وأشار إلى أن الثقافة في اليمن على المستوى الفردي شهدت زخماً كبيراً خلال الفترة الماضية، فيما تراجع أداءها على مستوى المؤسسات والمستوى المجتمعي.

وعرض الدكتور عبد الكريم قاسم مهمة المثقف لإيجاد التناسق الاجتماعي .. معتبراً أن مهمة المثقف ليست لحظية بل تاريخية باعتبار الثقافة مجموع العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع، وقوة وسلطة موجهة لسلوكه.

وتحدث الدكتور عبد الكريم حول المشروع الثقافي الانعزالي، معتبراً الدعوة لهذا المشروع والتنصل عن الهوية اليمنية إلغاءً للهوية التي تشكلت عبر التاريخ.. مؤكداً في ذات الوقت أن اليمن هوية ثقافية وتكوين تاريخي واحد.

وأشار فيما يتعلق بنجاح المشاريع السياسية الانعزالية إلى أنه لا يوجد مشروع ثقافي انعزالي واحد نجح على الإطلاق.. لافتاً في هذا الصدد إلى التجانس اليمني الذي يعيق نجاح مثل هذا المشروع، فضلاً عن المخاوف من الآثار السلبية الوخيمة التي ستترتب على ذلك.

كما تطرق إلى الرجعية بمفهومها التاريخي الثقافي، وكذا دور المثقف النخبوي في ترشيد الجمهور.

وفي الحلقة التي أدارها عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عضو فريق رسل الحوار محمد الأشول، قدمت نائب الرئيس التنفيذي لتعز عاصمة للثقافة اليمنية منى لقمان، ومدير عام البرامج والفعاليات قطاع الفنون الشعبية والمسرح بوزارة الثقافة وردة سعيد، لمحة عن الوضع الثقافي اليمني عموماً، وفي محافظة تعز على وجه الخصوص.

وحذرتا من خطورة استهداف المدنية التي عرفت بها محافظة تعز قديماً وحديثاً من خلال تزايد الاغتيالات والتقطعات، التي تطال الشخصيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية آخرها ما تعرض له رجل الأعمال عبد الجبار هائل سعيد أنعم رئيس مجلس إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم و اختطاف رجل الأعمال محمد منير أحمد هائل.

وأكدتا ضرورة التحول من ثقافة المهرجانات إلى الثقافة العامة التي تنعكس على المواطن وتنهض بالفكر والمجتمع.

ولفتتا إلى أن التطورات الخطيرة التي تتربص بالحركة الثقافية وبعاصمة الثقافة اليمنية تعز ومساعي عرقلة الجهود المبذولة لتأسيس دولة مدنية حقيقة تتطلب من الجميع الوقوف بحزم ضدها وضد كل المشاريع تعيق العملية الديمقراطية والسياسية والتنموية بمحافظة تعز وفي عموم الوطن.

فيما استعرض الناشط الحقوقي محمد قاسم العزاني، ورئيسة مركز الإعلام الثقافي (CMC) وداد البدوي، خصوصية محافظة تعز المدنية وثقافتها الحضارية، التي جعلت منها مدينة نموذجية للتجانس والتعايش والقبول بالآخر.

كما استعرضا مشكلات المثقف والبنية الثقافية ومنها شخصنة الثقافة، والمشاكل الاقتصادية التي يمر بها المثقفون وأثرها في اضمحلال الثقافة، وكذا البيئة المحيطة بالمثقف، وغيرها من المشاكل.

وأكدا أن اليمن لن يبنى إلا بالثقافة والعمل الجاد كمسؤولية لإحياء الثقافة الحقيقية القائمة على التسامح والتعايش والقبول بالآخر.

وأثريت الحلقة بمداخلات قدمها الباحثين والإعلاميين، عزت مصطفى، سليم غابري، محمد العريقي، عبدالرحمن السماوي، حمدي سلام، تناولت دور المثقفين إزاء استهداف الثقافة والمدنية.

وتطرقت المداخلات إلى المسؤولية الاجتماعية تجاه الثقافة، والتطلعات المأمولة من تعز عاصمة للثقافة اليمنية ليس على مستوى المحافظة فحسب بل على المستوى الوطني.

وفي ختام الحلقة النقاشية أعلن المشاركون عن استنكارهم الشديد للمحاولات البائسة التي تستهدف جر محافظة تعز إلى أتون الفوضى، واستهداف المدنية التي امتازت بها المحافظة، وإثارة الفوضى والقلاقل، وكذا محاولة عرقلة تعز عاصمة للثقافة اليمنية.

وأكدوا تأييدهم لقيادة المحافظة في استكمال المشروع النهضوي والتنموي في المحافظة ..  لافتين إلى أن الأعمال التخريبية لن تثني قيادة المحافظة عن القيام بدورها المأمول في إحداث نهضة تنموية في المحافظة.

وطالبوا الأجهزة الأمنية سرعة العمل للإفراج الفوري عن المختطف رجل الأعمال محمد منير أحمد هائل، وتقديم الجناة للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع.