CMC ـ غرفة أخبار الجندر ـ صقر أبو حسن:

عندما جلست لأول مرة في إحدى زوايا حديقة هران بمدينة ذمار، ترسم على وجوه الأطفال، منتصف العام 2014م، كانت تقاوم مرارة النزوح بالفرشاة والألوان، متخطيةً الكثير من العوائق الاجتماعية.

أحلا الشامي، الفتاة التي فرت مع أسرتها من أتون حرب؛ بدأت تجد لها طريقاً إلى منزلها في مدينة تعز، باتجاه مدينة ذمار- 100 كم جنوب صنعاء- في بداية العام 2014م، هي اليوم تصنع الفرح في وجوه الأطفال بمدينة ذمار.

بدلاً من انتظار المجهول

وترى أحلا أن العمل في أي مجال بدلاً من الجلوس بانتظار المجهول، هو الخيار الأفضل، وقالت :”حلو أن الواحد يبني نفسه، ولا يمد يده للغير، ربي جاب لك عقل تفكر لنفسك وتبدع لنفسك وتغطي على حالك”.

تفخر كثيراً أنها أول فتاة ترسم في وجوه الأطفال بمدينة ذمار، وسبقت الكثير من الفتيات والشباب الذين انخرطوا في هذا المجال بعدها.

 https://www.youtube.com/watch?v=Dk-Ulams3e4&feature=youtu.be

 

عانت أحلا كثيراً من صعوبات البداية “كان الناس غير متقبلين الأمر لكن مع مرور الوقت بات الكثيرون يستهويهم الرسم على وجوه أطفالهم” قالت، وزادت: “أشعر بمتعة لدى الرسم على وجوه الأطفال خاصة الأطفال الصغار وأحاول كثيراً إدخال السعادة إلى قلوبهم”.

تعمل الفتاة التي تدرس في المستوى الثالث بكلية العلوم الإدارية بجامعة ذمار، يومي الخميس والجمعة، طوال أيام الأعياد، باعتبار تلك الأيام مناسبات اجتماعية لزيارات الحدائق والمتنزهات، وطوال سنوات عمرها أتقنت فن الأقناع للأطفال المزاجيين، وتعرف جيداً ماذا يريد الأطفال من رسومات.

وأوضحت بالقول: “الفتيات يرغبن دائماً برسومات الفرشات والأحرف والعلم الوطني ووجوه بعض بطلات المسلسلات الكرتونية، بينما العيال يريدون في الغالب رسم وجوه الحيوانات مثل النمر أو الأسد، وكذلك وجوه أبطال المسلسلات الكرتونية أبرزها رجل العنكبوت”.

استطاعت “أحلا” أن تغير واقع أسرتها، بعد أن فتحت في منزلها معملاً للكوافير النسائي، وعمدت إلى تطويره بين الفينة والأخرى، والانسحاب بشكل تدريجي من زاويتها بحديقة هران، و”ترك المجال للآخرين، وفق تعبيرها.

غياب الاحصاءات

ولم يصل معد المادة الى أرقام أو إحصائيات عن عدد النساء العاملات في محافظة ذمار، رغم طرقه لعدد كبير من أبواب الجهات الحكومية والمدنية..

وبحسب مديرة المساحة الآمنة للنساء والفتيات “حفيظة الروضي” فإن المساحة دربت منذ منتصف العام 2019م حتى نهاية العام المنصرم 2020، المئات من النساء والفتيات اللواتي بات جزءاً كبيراً منهن يمتلكن مشاريع صغيرة.

وقالت: “تم تدريب 140 امرأة في مجال الخياطة، و56 في مجال النقش والحناء، و38 في الكوافير، و58 المشغولات اليدوية، و80 امرأة في صناعة الحلويات، و160 امرأة في مجال صناعة البخور والعطريات.”

ولفتت إلى أن سوق العمل مفتوح لاستقبال أعداداً أخرى من النساء في مجالات متعددة أبرزها الخياطة، ولفتت إلى وجود ست نساء في حي جمارك – وسط مدينة ذمار- يعملن في مجال الكوافير.

ووفق حفيظة الروضي نفذت المساحة الآمنة مسحاً سريعاً للنساء العاملات في مجال الخياطة في مدينة ذمار وحدها “لتجد أن هناك أكثر من 260 امرأة تعمل في هذا المجال وحده”.

ووفق احصائيات لاتحاد نساء اليمن بمحافظة ذمار، فقد درب الاتحاد خلال العامين 2019/ 2020م، (120) امرأة في مجال الخياطة، و (120) في مجال النقش، و (320) في الكوافير، و (180) في المشغولات اليدوية.

وأشار تقرير لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية إلى انخفاض عمالة الإناث بنسبة 28% في العام الأول للحرب 2015م، بسبب “تحديات سوق العمل المدفوعة بالنزاع”، لكن “النزاع الطويل أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الأسر التي تقودها النساء؛ لفقد كثير من الرجال دخلهم بسبب النزاع، وفي بعض الحالات أصبحت المرأة هي المعيل”.. وفق ما أكده المركز في دراسة أطلقها عام 2019م، تحت عنوان” تداعيات الحرب على القوى العاملة من النساء”.

مشروعات جديدة

وأوضح أن “الحاجة المادية قادت عدداً متزايداً من النساء إلى بدء مشروعات جديدة، غالباً ما تكون أعمالاً منزلية مثل إنتاج الطعام في المنزل لبيعه، أو بيع الملابس والاكسسوارات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي”.

في قائمة إنجازات “أحلا” أن شقيقتها الصغيرة باتت طبيبة مختبرات ومقدمة حفلات تخرج، وأن أسرتها باتت أكثر استقراراً، مع ذلك تطمح أن يتحول مشروعها الصغير “الكوافير” الى قبله للنساء والفتيات في مدينة ذمار، ليكون مراكزاً خاصاً بالنساء.

* تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع غرفة أخبار الجندر الذي ينفذه مركز الإعلام الثقافي CMC.. وتم نشر المادة على موقع ذمار أونلاين:

أحلا الشامي صناعة الفرح