خاص:

أشواق محرم لبرامج النساء والسلام:

هناك قصور إعلامي تجاه النساء ودور  الإعلام محبط

 

يهدف برنامج النساء والسلام لتقديم صورة إيجابية عن النساء العاملات في المجال العام والسياسي في اليمن، خاصة وإن الإعلام كان قد همش النساء كثيراً خلال مرحلة الحرب أو قدم معلومات مضللة وغير مهنية لا تحترم عمل النساء وحضورهن، من هناء كانت فكرة برنامج “النساء والسلام” على قناة السعيدة وقد نجح البرنامج إلى حداً ما بتوثيق بعض تجارب النساء وتقديم أعمالهن وفتح المجال أمامهن لعرض خبراتهن وأرائهن، وكان البرنامج بمثابة منصة تعرض تجارب مختلفة لنساء السلام وتقدم إعلام منصف للنساء وغير مضلل.

في هذه الحلقة الزميلة مايا العبسي تحاور الدكتورة أشواق محرم عن عدد من القضايا الإنسانية والعمل في مسارات السلام

 

الدكتورة أشواق محرم

طبيبة نساء معروفة وماجستير طب الأسرة،و ناشطة مجتمعية ولها بصمة في العمل الإنساني في محافظة الحديدة، أسست فريق عمل الدكتورة أشواق للأعمال الخيرية،  وإستطاعت من خلال هذه المبادرة تقديم المساعدات والأدوية لعدد من الأسرة المعدمة والفقيرة في المحافظة.

 عُينت نائب مدير مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة الحديدة .

أطلق عليها لقب “أم الفقراء”  في العام 2016 تم اختيارها من قبل محطة BBC البريطانية من بين أفضل 100 امرأة شكلنا مصدر إلهام وتأثير في العالم، وتم ترشيحها مؤخراً  ضمن قائمة المؤهلات لنيل جائزة اورورا للعمل الإنسان للعام 2021

عضوة التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام وإستطاعت من خلاله المشاركة في عدد من الفعالية المحلية والدولية التي تنظمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

القناة: بداية لماذا استمرت الحرب كل هذه السنوات؟

أشواق محرم: استمرت الحرب لهذا الفترة ولا يوجد احتمال أن تتوقف بالقريب، وبالنسبة لليمن والمعاناة التي تعانيها لا يوجد إنصاف. ومش حقول أنه ما فيش حد سيستفيد من الحرب، حتى المستفيد خسران في النهاية. لم تحدث تجارب ما بين الفرقاء. الشيء الثاني أن كل ما يتوصلوا لنقطة يكون في إصرار على مواقف جهات معينة بحيث أصبح السلام للتداول، أنه في جلسات واجتماعات، في تدخلات دولية، ولكن كقرار للسلام أعتقد أن الإرادة الدولية لا زالت ليست قوية لدرجة أنها تفرض أن يكون هناك قرار أممي أن تتوقف الحرب. ولو تلاحظي أن أغلب التصريحات أو المطالبات تطالب بإيقاف إطلاق النار. الحرب ليست إطلاق نار فقط، نحن نعاني، يمكن هم يقيسوها في الإنسانية بمعنى أن الموت هو الحرب. لا. الجوع هو حرب، الظلم هو حرب، القهر هو حرب، النزوح حرب، لو تصوري كل المعاناة التي يعانيها الآخرين من غير حروب. فنحن نعانيها بالحرب ونعانيها من غير حرب. فلو كان هناك قرار دولي قوي أن الحرب توقفت، لو كان هناك حب للوطن ومعرفة لمعاناة الناس. نحن نعاني بشكل غير عادي حتى الابتسامة التي نبتسمها كنا نرسم صورة للابتسامة وتطلع جميلة، أصبحنا لا نستطيع أن نرسمها، جل عطايانا أن نحن نتألم، جل الذي نقدر عليه أن نشارك بما يمكن.

كنت أتذكر زمان أن الواحد لو حاول يخرج من الواقع الذي يعيشه بمعاناة، يمكن يعيش واقع ثاني أو معاناة ثانية، في كل مناحي حياتنا في معاناة. الحرب فرضت نفسها بقوة، الحرب ليست موت ولا دمار بس. الدمار من الداخل، ممكن أن أتكلم لأنني عايشه باليمن ورفضت أن أنتقل لأي مكان آخر، وعندي القدرة أنني أنتقل، ولكن أرى أنه من العار أن أترك من أستطيع أن أمد يدي لهم في هذا الوقت. ليست مثالية ولكن لأنني عشت معهم كثير عشت في فرحهم، عشت في حزنهم، عشت في ألمهم، وفي موتهم. فالمعاناة قوية جدًا وأكبر من أن أقدر أوصفها. كان زمان كنت أقدر أتكلم بشكل دبلوماسي ولباقة أكثر، الآن أصبحت كل ما أتكلم تأتي صور كثير في ذهني كأنها شريط للمعاناة، سبع سنوات كثيرة.

ونحن شعب قوي على فكرة، وتأقلمنا، وكطبيبة صعب أني أقنع المريضة أن تتعود على الدواء، فتجلس تشتكي على طول ما هي تأخذ العلاج وحتى تخلصه، لكن كشعب تعودنا، نحن غير راضيين، لا أحد راضي على الوضع الذي نحن فيه. فالخوف أنها تستمر، الآن نحن وصلنا لسبع سنوات وأتمنى أن تكون كافية. أن نجد إصرار دولي وقرار دولي وقرار داخلي. نحن في الأخير ضحية.

 

القناة: دكتورة أشواق إذا ما تحدثنا عن سلام في المجتمع، كيف يمكن أن نتحدث عنه، هل هناك فعلًا سلام مجتمعي؟

أشواق محرم: السلام في المجتمع يعني القبول بالآخر، لو نركز نحن في مشكلتنا، ولو نطبق معنى المواطنة، لو تقبلي بالآخر، إذا فيه عيب ستحاولي أن تكوني الدافع حتى يتغير أو يخفف من وطأته تدريجيًا. إذا قدرنا أن نتعامل بتعايش وبمحبة، وإذا كانت أهدافنا سامية، الأهداف السامية هي التي تجعل الإنسان يسمو، وتجعله يحاول أن يغير من نظرة المجتمع ومن التعامل في المجتمع ومن علاقات المجتمع نفسه. أتكلم عن تهامة أكثر حاجة، أتكلم بحكم أني أعيش فيها. وفي الحديدة في حارات يكون واحد قادر، مستواه الاقتصادي إلى حد ما يكون متوسط أو أكثر شويه، تصدقي أنه بيكون قادر يغطي احتياج خمسة بيوت من اللي جنبه غير أسرته وعائلته، حتى بالشيء البسيط، هذا نوع من أنواع التكافل، لما يكون في تكافل في المجتمع يكون في قبول بالآخر، ويكون في محبة، وتكون النوايا جميلة، وبالتالي يكون هناك سلام. السلام ليس هو أن نوقف الحرب والناس ما تموت من الجوع فقط، ومثل ما طرحتي السؤال على مستوى المجتمع وعلى مستوى الناس وعلى مستوى الأسرة. في أسر ممزقة لأنهم يفتقدوا الترابط ونحن نسمع هذه الفترة أن فلان قتل أخوه، فلان قتل أمه! إلى حد تأثيره النفسي، تأثيره النفسي لحد الآن ما ظهر.

 

القناة: الحرب زادت من أثارها

أشواق محرم: سيكون معنا أكثر من مليون معاق، غير الذين تأثروا نفسيًا، مليون مريض نفسي، والمعاقين كُثر! وعندنا قصور في المستشفيات بسبب نقص الإمكانيات ، وبالنسبة لي في أسرتي في ناس كثير، من اللي ماتوا بالسرطان وبالقلب، وأنا عندي أخت مصابة بالسرطان، أختي أصغر مني مهندسة معمارية، الآن فينها؟ هاجرت حتى تحصل على دواء! في أسر تمزقت. نحن من الأسر اللي كنا متكافلين ومتعاونين وعايشين مع بعض، والآن من أخوتي أربعة في الخارج.

 

القناة: بسبب عدم القدرة على التحمل.

بالضبط. اضطروا أنهم يغادروا، زوجي وأولادي إلى الآن في الخارج، أمي كذلك نزحت فترة. في ناس ما قدرت تتحمل، يا أما صحتها تروح، يا أما تتعب، أنا وهبت صحتي، ولستُ مثالية مثل ما قلت، رأيت أنني ما قدرت أترك البلد في هذا الوقت، الوقت غير مناسب أن إحنا نتخلى عن الناس وأنا قادرة أني أمد يدي لهم. يعني الوضع مأساوي.

القناة: هل هو إحساس المسئولية؟

أشواق محرم: كإحساس أنا أقول لك، لما تكوني موجودة في المجتمع ولأني طبيبة وأخصائية وعندي عيادتي واشتغلت والحمد لله، وأعتقد أن سمعتي طيبة عند المجتمع نفسه. لما يحتاج المجتمع أنه يجي عيادتي عشان يقدم.. لأنه ما عنده مكان ثاني يروح له وما يقدر يحصل على العلاج في مكان آخر، أنا قادرة أني أوصل له، وأعطيه الغذاء، وقادرة أني أعطيه الدواء، وقادرة أني أوقف معه، ولما أتركه أحس أنها أمانة ما كنت قدها أني أتركهم بهذا الوقت. صدقيني هو هذا السبب الوحيد الذي جعلني أستمر وما أغادر.

 

القناة: إذا كما تحدثتِ عن نفسك وربما العديد من النساء اليمنيات شعرن بروح المسئولية وعدم رغبتهن في ترك الوطن وغير ذلك، من هذا المنطلق رفضت الأطراف مشاركة النساء في طاولة المفاوضات. هل أدوارهن في العمليات الإغاثية والإنسانية تفرض حضورهن على الطاولة؟

 

أشواق محرم: بالنسبة لموضوع إقصاء النساء هو من زمان. تمثيل المرأة في اليمن كان بطيء جدًا أو أنه قليل جدًا. يعني نحن لم نصل حتى لـ 30% من التي وُعُدنا بها مرات كثيرة، طبعًا في نساء قياديات قمة في الروعة، سعادة السفيرة جميلة علي رجاء، وأنا يمكن أتذكر أنني كل ما أجلس معها أسمع منها أيش الوضع عندنا في اليمن، كل ما تكلمت فيه كل ما أربط بين حاجة موجودة وبين حاجة اسمعها من الآخرين. في عندك قيادات نسوية كثيرة لكن للأسف أنتِ الآن لو تجي وتشوفي الوضع عندنا، ما فيش أي تمثيل في المفاوضات. كان في معانا واحدة محسوبة على المؤتمر الشعبي. أنا سأقول بصراحة المجتمع الدولي أيضًا ما ساعدنا كثير، لم يقف معنا كثير. صراحة ممكن أن المبعوث كل فترة يطالب أن المرأة تكون حاضرة، لكن نحن في وضع حرب، فإذا كنا ما دخلنا في وقت السلام والدنيا هادئة، بيدخلونا الآن وقت الحرب وهم يشتوا ناس سياسيين أصحاب قرارات. حتى إذا أعطيت المرأة الفرصة أنها تكون كمفاوض القرار ليس بيدها، لأن المجتمع الذي نعيش فيه لا زال هناك انتقاص من أداء المرأة، أنا طبيبة وأخصائية وكنت أول طبيبة أشتغل في مكتب الصحة في محافظة الحديدة، الطبيبة الوحيدة وكان طبيب مدير عام مكتب الصحة لمحافظة فيها ثلاثة مليون وثمان مائة ألف نسمة، تخيلي أني تركت العمل، فأتوا بواحدة(قابلة) خريجة ثالث إعدادي. بقرار من وزير الصحة، المسئول الذي يعرف أيش الموضوع بالضبط.

 

القناة: محاولة من محاولات الإقصاء بشكل غير قانوني؟

أشواق محرم: طبعًا هذا إقصاء وتهميش، تخيلي بجانب كوني طبيبة أنا مدربة على مستوى UN، واليونيسيف، مدربة في مجالات معينة وكنا نعمل العمل الصحيح، وإذا ذكر اسمي في الكشف أني كمدربة حاصلة على شهادة دولية، يتم الرفض تمامًا، في تهميش في نوع من الإقصاء وغير هذا كله في سبب عدم الثقة أن المرأة قادرة على الأداء، ونحن على فكرة قويات وقادرات نعمل، ولكن الحرب تعتبر لهم تبرير وأنه مش وقتنا، طيب إحنا مش طالبات قرارات نكون رئيسات أو وزيرات، لا. اسمع مني، لما تجي تتكلمي على محافظة الحديدة ويأتي المبعوث الأمريكي والمبعوث الأممي، وأنا أكثر واحدة مطلعة على ملف الحديدة كامل( أنا كمثل على الإقصاء) وأنا أصلا في الـ UNWOMEN لمحافظة الحديدة، أقلها اسألني، أيش معهم في الريف، أيش الأمراض التي يعانوا منها، وأيش يعمل فيهم القصف، لأنني موجودة معهم كداعم إنساني وكطبيبة. أنا كنت أُشغل سيارتي وأنزل أقدم خدمات لهم عندما كانوا يصابوا بالإسهال والكوليرا، وأنّزل فريقي والدواء والعلاج معي. وللأمانة أنا أقول كمان أني ما كنت أجد أي عراقيل، الآن بمجرد ما أعرف أن في منطقة منكوبة أجلس أحسبها مئة مرة كيف أقدر أوصل لهم. كنا نوصل بسهولة. لأن مدينة الحديدة أصبحت منطقة عسكرية، كل المناطق خطر، فيها قذائف، فيها قتل، هم يقولوا خوفا على سلامتنا وألَّا نجازف. ولكن تصدقي أن إحنا نجازف لأن الهدف في النهاية أسمى ولا أحد يموت ناقص عمر.

 

القناة: ربنا يحفظك إن شاء الله، دكتورة أشواق لماذا تعتقدي أن السلام في المسار الأول يبدو أكثر تعقيدًا؟       

أشواق محرم: لأنه يحتاج قرار قوي ويحتاج التزام، فهمي للمسار أول أن يكون في قرار دولي أممي. وأنتِ كإعلامية هل صادف أنك سمعتِ في الأخبار ماذا يحدث عندنا من قبل حتى جائحة كورونا. هل سمعتِ عن إحصاء عن حالات الكوليرا وحمى الضنك، سنتكلم عن الأشياء اللي نعاني منها ومش كوفيد19، أنا ما أتكلم عن القنوات المحلية التابعة لجهات معينة، لا. أنا أتكلم عن القنوات الدولية التي تظهر للعالم ماذا يحصل! نحن كم نسمع عن سوريا، وعن فلسطين، وعن العراق، يوميًا، والآن كم بدأنا نسمع عن أفغانستان، فأين اليمن؟ على فكرة هذا الكلام الذي طرحته في اجتماع مع المبعوث، قلت في تهميش إعلامي غير عادي وأنا عارفة أن في قرار أن يتم التهميش الإعلامي على وضعنا في اليمن. جيبي لي قناة بتبث الذي حاصل! ما الذي يحصل داخل! ماذا يعملون بالجنوب، وماذا يعملوا بالشمال، كلها حرب، وفي معانا ضحايا وفي معانا قتلى وفي انفجارات، ولا نطلب منهم أن يكونوا منحازين لأي جهة.

 

القناة: وهذا ما يؤثر على عملية السلام!

أشواق محرم: أيوه. اذكروا واقعنا، لما يكون هناك تضليل إعلامي، مش كل الناس فاضيين يعرفوا عن اليمن، أو يتصلوا باليمن يشوفوا أيش اللي حاصل، لا. هم بأيديهم أسماء معينة وخلاص، ويذكروها. هل أنتي ملاحظة هذا الأمر أو لا. فلا أعرف إذا كان هناك قرار أن يتم التعتيم الإعلامي، تعتيم تام. ياما حصلت عندنا مشاكل، إلى الآن أنتِ عارفة محافظة الحديدة مستشفى الثورة يعلن كل شوية أنه سيتوقف لأنه يعمل على الكهرباء، لما تكون الحضانات يكون فيها أطفال، وأنا أشتغل عمليات وقد ناوبت في مستشفى الثورة الفترة التي فاتت واشتغلت عمليات قيصرية وولدوا أطفال مشوهين وأطفال ناقصي الوزن وأطفال بحاجة حضانات، لما يأتي شخص له خمسة عشر سنة زوجته ما خلفت ويجي الطفل ويدخل الحضانة وتطفأ الكهرباء واحتمال الطفل يموت ذنب من! من يتحمل المسئولية، من سيكلم العالم عنهم أنهم مش محتاجين وقف إطلاق نار، نحتاج وقف الحرب. عندما كل المسارات تتكلم عن وقف إطلاق النار؛ فالمحافظات كلها ليست فيها حرب، حتى لو في ساعات معينة للهدنة، فالحرب من يوقفها. لو في قرار لإيقاف الحرب بعدين سندخل في التفاصيل، يتم الاتفاق عليها، لكن قرار دولي يكون قوي، توقف الحرب في اليمن.

القناة: دكتورة الكلفة التي دفعتها النساء خلال سنوات الحرب وربما أيضًا من محور تعاملك ومعاناتك ومعاناة الناس وارتباطك بمآسيهم، تستطيعي أن تحددي ذلك وإن لم تكن بالنسبة، تخبرينا عما يحدث؟

أشواق محرم: بالنسبة للنساء لو أقول الكلفة إذا لم تكن 80% ستكون 70%، لماذا؟ من الأشياء المؤلمة أنهم كانوا يقولوا أن النساء حصلن على فرص عمل في الحرب، لا. المرأة امتهنت، عندما تكون خريجة بكالوريس أو ماستر وتروح تشتغل مع منظمة فراشة! أو تعمل شاهي! هذا امتهان. لأنها مضطرة بسبب الحاجة التي جعلتها تخرج، في نساء أزواجهن تضرروا من الحرب(معاقين) جالسين بالبيوت، وهناك نساء أزواجهن معنفين وأخرجوهن من البيوت، وفي نساء مشاركات في الحرب سواء بالجيش أو متطوعات. أنا أعرف أسر كبيرة وفقيرة رب الأسرة تركها وفي أسر حتى الآن لا تعرف أين ذهب! مع أنه لم يذهب للجبهة ولم يشارك بالحرب، لم يقدر أن يعول أسرته فغادر.

 

القناة: من معاناة إلى معاناة!

أشواق محرم: أصبحت معيل. وأصبحت معنفة، وممتهنة، وأصبحت تبحث عن مصدر قوتها. من الأشياء المؤلمة تجديهن يشحتن وكأنها أول مرة تجي وتمد يدها، ولما أسالها ترد أنه ليس لديها قيمة الإيجار، يعني تجمع الإيجار. أيضًا في إقصاء للنساء اللاتي ماسكات مناصب مثلي، لكن إصراري أنني طبيبة ولن أتوقف إلا لو مُت. والعمل الإنساني كذلك لن أتوقف عنه، لأنه سواء بالحرب أو انتهت الحرب الناس محتاجة ويمكن حاجتها تجي أكثر. تكلفة النساء أنها دفعت الثمن أكثر، لأنها أم، إذا أصيب أحد أولادها هي الأم التي تتحسر وتحزن، الأم هي اللي تكبر وتعجز وتمرض، في أمهات أصيلات، لو أقول أن اللي انجلطت وفي أشياء كثيرة ما نقدر نحددها كلها. أمي مثلًا عندها سكر ومش قادرة تشتري الدواء أو توفر الدواء ومع ذلك هي ضحية حرب. لأنه كان الأنسولين يتوفر الآن لا يوجد. الحاجة الثانية أن اللي خرجين من الجامعة وما خلصين دراستهن بأي ذنب ما كملت الجامعة، ما تقدر تدفع التكاليف أو أن الجامعة أغلقت أو أن التعليم توقف، سواء بنات المدارس، في كارثة. عندنا في محافظة الحديدة يوجد زواج الصغيرات والآن زاد بشكل كبير جدًا، ونحن كنا نحاول نعمل توعية وأول ما بدأ الناس يستوعبوا جاءت الحرب، وأصبح البنات الصغيرات يتزوجن وحتى لما تسألي الأب يقول سٌترة. الدنيا حرب مش أمان وهذه واحدة من ضمن الأسباب ويمكن تكون أسهلها عندهم وفي أسباب أخرى مثل التسرب من المدارس، في بنات ذكيات جدًا وتوصل لمرحلة معينة وتجلس في البيت حتى لو ما تزوجت وهي صغيرة تتسرب من المدرسة. وفي الجولات يشحتن ومثل ما قلت لك تكون خريجة جامعة وتشتغل فراشة، ليش ما تشتغل حتى ولو ترد على المكالمات أو الاستقبال، ليش تشتغل فراشة ولكن لأنها ما حصلت إلا هذا العمل وأنها تشتي تعول أسرتها وفي غيرها وغير البكالوريوس في الماجستير وهناك ناس اشتغلوا بشهادات عليا، هي أم وأخت وزوجة، وأنتِ تخيلي إذا كان الرجل إما زوج أو أب أو ابن، لما تكون الزوجة هي حاضرة فيها كلهن وتكون هي الضحية الأولى والأكثر تضررًا.

 

القناة: دكتورة أشواق النساء في المكونات النسوية كمجموعة التوافق والتضامن ومجموعة التسعة هل يتحدثن عن معاناة المواطن؟

أشواق محرم: جدًا. للأمانة من أكثر المجموعات التي أحبها كثير، وأشوف تدخلاتهن لدرجة أنه ممكن أنبهر فيهن. هناك مهما عوض من التضامن النسوي إنسانة رائعة جدًا، عفراء الحريري بالتوافق، إنسانة رائعة، ممكن يعلموك، مها أحسها صغيرة لكن أتعلم منها كثير، نحب بعض، لم يفرقنا أن نكون تبع أي مكون سياسي. نحن اجتمعنا في التوافق النسوي من كل الأطياف وكذلك الأستاذة دينا زوربا مديرة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن،  أيضًا دعمتنا كثير وتكلم نساء اليمن بأن يعملن. في دعم لنا للأمانة ولكن ما (تعمل الباشتة في البيت العطل) ما فيش إمكانيات

 

القناة: ليس أنه ليست هناك نتيجة، بل ربما لم تظهر النتيجة حتى اليوم؟

أشواق محرم: لا. نحن ظهرت النتيجة، عندما في التوافق النسوي نظهر قضايا للسطح عشان الناس تشوفها، نحاول أن نظهر الأشياء إعلاميًا بحيث يعرف الناس أيش وضعنا في اليمن. بغض النظر عن الموجودات أو الغير موجودات كلنا يد واحدة. مرة حضرت اجتماع وتكلمت الأستاذة أمل الباشا وتبكي، بكتني وبكت القاعة كلها وهي تبكي عن المعاناة التي يعانوها وهي مش موجودة، مع هذا حتى اللي بالخارج يحسوا ويتألموا لأنه ما خرجوا شجرة العائلة كلهم للخارج، لا. اللي أمه موجودة أو إخوانه موجودين يعيشوا كل المعاناة هذه. كل المعاناة وصلت لنا بكل الصور فالتوافق النسوي يعتبر بنظري الوجه الجميل للمرأة والقوي بحيث أحس بقوتي معهم، أحس بالصمود وأني سأستمر وأن أكافح لما نكون مع بعض بالتوافق.

 

القناة: دكتورة أشواق لماذا لم تظهر جهود بعض النساء إن لم تكن أغلبها للناس، كيف يمكن أن تكون جهود النساء أكثر حضورًا في الواقع المجتمعي؟

أشواق محرم: أولًا يكون هناك قبول مجتمعي، والشيء الثاني لازم أن نتعامل مع المجتمع بشكل بسيط لأنه مجتمع بسيط، مجتمعاتنا بسيطة كلها على فكرة حتى المجتمعات التي تحسي أن بها رُقي ومستوى اقتصادي أفضل. كلها مجتمعات بسيطة في التعامل وناس محبين لبعض، نحن في اليمن قلوبنا مفتوحة وكل واحد للثاني، وعلى فكرة نادرًا ما تسأل الواحد أنت من فين أتيت، إلا لو كان في استغراب للكنة الكلام، لا نسأل عن التوجهات السياسية ولا عن الانتماءات، يرحبوا بالصغير والكبير. إذا أحببت الناس وأحببت المجتمع ستدخل فيهم. في شيء ثاني، أنت عشان تخدم المجتمع هناك حاجة اسمها (تقييم الاحتياج) أنت لما تعرف حاجة المجتمع ستخدمه. أنا مثلًا، كان هناك الأوتشا (WFP) برنامج الغذاء العالمي لما يجي يقدم مساعدات لمحافظة الحديدة يقدم لها الصويا والفاصوليا، لا يوجد غاز، الفاصوليا البلدي لما أفكر أطبخها أشتي دبة غاز، ولا يوجد غاز، فعلى أي أساس تعطي. تهامة والحديدة أغلب أكلهم الأرز ومع ذلك في مكونات الغذاء حقهم ما فيش أرز، أنت عشان تخدم مجتمع لازم بحسب الاحتياج، تعطيه بحسب الاحتياج، أنا عطشان وأشتي أشرب ماء، أعطيني ماء ولا تعطيني عصير، لن يرويني، فهذا مثال على أن تعطي بحسب الاحتياج. وإذا عملنا تقييم للمجتمع، ماهي حاجته، أكثر المجتمعات بحاجة للغذاء، وهناك ناس بحاجة للكساء، هناك من لا يستطيعون دفع رسوم المدارس الحكومية العادية ولا يقدروا يشتروا الكتاب، أنا جاءت لي فكرة أني أقدم خدمات للمدارس اللي هي أول وثاني وثالث أقدم لهم فطور للأطفال، وصعب أن تقولي لهم لا. كنا نجهز لهم وجبات الفطور ونخليها مطروحة حتى تخرج الفصول، الطالب المحتاج يروح يفطر. أنا عشت في مجتمع أرى وضعهم مؤلم جدًا. عشان تساعدي المجتمع ويقبلك لازم تعرفي أيش يحتاج ومن أين تدخلي له، وعلى فكرة الناس ترفض اللي يجي ويقول أنا بساعدكم، الناس عزيزة وكرامتنا فوق كل شيء، تجي أنتِ تهنجمي علينا على بشوية رز، (ما اشتيش) والغني الله. حبوا الناس، حبوا التعامل معهم عشان يحبوكم ويقبلوكم، عشان تحصلي نتيجة أنك كم منعتي من وفيات، أنا قبل أسبوع رأيت صورة الطفل سالم (طفل المجاعة) لما تشوفيه ما تعرفيه! سبحان الله، قد كبر وأصبح وزنه جيد. هذا هو النجاح. أنا إذا دخلت مجتمع فيه مرض أحاول أدعمهم بالدواء والغذاء والفريق الطبي والفحوصات ورأيت أن الحالات نقصت هذا هو النجاح. نجاحي.

القناة: من هذا المنطلق تم اختيارك من ضمن القائمة القصيرة للمرشحين لجائزة أرورو للعمل الإنساني؟ هل يتم تقدير جهود النساء خارجيا؟

أشواق محرم: أنا لم أتقدم للجائزة، لا أعرف من الذي رشحني، ناس تواصلوا معي ووصلني إيميل يريدوا بيانات، فرفعت البيانات لهم. وهم بعدين بحثوا ورأوا أن هناك أعمال. أنا لا زلت مستمرة في العمل. طبعًا أنا حابة أعطي معلومة على الجائزة، لأنه حصل لبس، الناس تظن أني حصلت على الجائزة

 

القناة: مجموعة من المنشورات أيضًا نشرت!

أشواق محرم: أنا قد حاولت أوضح الموضوع، أنا من ضمن خمسة أسماء في العالم، واحد من أمريكا ومن كوبا وأوغندا وجنوب أفريقيا، وأنا العربية الوحيدة وعلى مستوى قارة أسيا التي طلعت في التصفيات النهاية اللي هم الخمسة، ولا زال الاختيار سيكون في شهر أكتوبر سيكون في فينيسيا الاحتفال والاختيار كذلك هناك، لكن سيتم سرد الوضع، أنا دائمًا أحب أتكلم عن الوضع في بلادي. طبعًا الجائزة ليست شخصية، الجائزة أنك تختاري لمن ستعطيها.

 

القناة: ولهذا كنت سأسألك في حال حصولك على الجائزة كيف يمكن أن تنعكس على المجتمع؟

أشواق محرم: أنا طرحتها وستكون للأمومة والطفولة، مش حستلم منها حاجة منها، أنا سأنفذ فيها مشروع بإذن الله تعالى، إذا حصلت عليها سيكون مستشفى أمومة وطفولة مجاني ويقدم خدمات بدرجة جودة عالية للنساء والأطفال.

القناة: رائع. مخصصة لأي محافظة تحديدًا؟

أشواق محرم: أيوة في محافظة الحديدة. أقولك لماذا؟ الحديدة أنا أعتبر نفسي جزء منها، الثاني الحديدة الآن واصلة أربعة مليون نسمة، الحديدة تعتبر أفقر محافظة على مستوى الجمهورية اليمنية، الحديدة تعتبر من أعلى وفيات الأمهات والأطفال في الجمهورية اليمنية. فيحتاجهم هذا الشيء.

القناة: دكتورة أشواق هل هناك فعلًا حالات ومجاعة حقيقية في اليمن؟

أشواق محرم: نعم. أنا منذ 2015م أفتح عيادتي كل خميس وأوزع حليب للأطفال مجانًا، الحليب والمكملات الغذائية، أنا أمس تفاجأت “ويمكن بعدين أعرض لكم الصورة” أن هناك طفل جاء لعندي بشكل غير عادي وزنه ناقص جدًا جدًا، أنا لا أستقبل الحالات التي عندها سوء التغذية الوخيم والحاد لأنهم يأتوا تعبانين وهؤلاء يدخلوا المستشفى. أنتم سمعتم عن قصة الطفل سالم وعبد الرحمن هؤلاء الأطفال هم أطفال المجاعة، الطفل سالم الذي هو طفل المجاعة الذي أخبر العالم عن معاناة الأطفال في اليمن، لما عملنا الفيلم عن المجاعة تمت محاربتي بكافة الوسائل، لم يكن هناك إنصاف وأوذيت من كل الجهات.

 

القناة: وكانت منها حملة تنمر على مواقع التواصل الاجتماعي!

أشواق محرم: كله بكل الوسائل.

 

القناة: ما السبب؟

أشواق محرم: لأنني لا أتبع أي جهة ولست حزبية، أنا أعمل مع الوطن ودائمًا المواطن ما يقبلوه إلا لو تحزب أو كان له انتماء عشان تقبليه في جهات معينة. أنا الحمد لله مع الناس كلهم، ولما طرحت سالم في الفيلم لأنهم جاؤوا لعندي بسالم قالوا لي شوفي هذه الحالة، أنا تفاجأت أن هذا عندنا في اليمن، هم يظنوا أني أتيت به من الخيال وأنا ما جبتها من خيالي، أتيت به من واقع، ولما نزلت قرية سالم عشان أعرف أيش الوضع ليش الطفل هذا حصل له هكذا، تقول لي واحدة من النساء الكبيرات في القرية أنهم ستة أشهر لم يأكلوا فيها الأرز، ستة أشهر بدون حتى الأرز أيش تتوقعي، وما حصلت إلا سالم الذي كان ناقص الوزن وعنده المجاعة وأمه عندها سوء التغذية وجده عنده سوء تغذية وإخوانه وباقي الأسرة كذلك عندهم سوء تغذية، التسلسل الأسري إلى الجد عندهم سوء تغذية، الفقر والجوع. وقد كان في عتب وأنا كنت أظن أنها مناطق جديدة لكن ظهر أنهم عايشين فيها منذ خمسة وستين سنة، عتبت على الدولة وعتبت على التجار الذين يمروا منها لأن الخط على الساحل الغربي كانت منطقة تجارة التي توصل البضائع لميناء الحديدة وتتحرك إلى باقي المحافظات عبر الخط الساحلي، أين كانوا باقي التجار الذين كانوا يمشوا ويشاهدوا هذه القرى وعايشين في العراء، عاتبت الناس كلهم، فلما ظهر موضوع سالم؟ هذه هي مجاعة فلا نغالط أنفسنا وليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وللأسف، لأن أسوأ صور الموت هي الموت جوعًا. أسوأ الصور للموت أن يموت جوعًا.

 

القناة: لماذا لم يلعب الإعلام دورا إيجابيا في هذا الجانب بإظهار هذه المعاناة وكنتِ قد تحدثتِ في المحور الأول عن كون الإعلام لا يسلط الضوء على مثل هكذا قضايا بالتفصيل؟

أشواق محرم: لأنه لا يوجد إنصاف في الحروب، لا إنصاف. والأمر الثاني نحن دولة على قدرنا بسيطة ولا يوجد لدينا داعم، وكان من المفترض أن نتساعد كأخوة فنحن داخلين في حرب وليس هناك قرار حكومي واحد ولا دولة واحدة بحيث أنك تقدري تلجئي أو تعاتبي أو حتى تقولي ليش أنتم لا تتكلموا. تطرحيها كدولة أن نحن واقعنا كذا. لا. كل ما واحد تكلم عن مجاعة تقولوا هاه أشواق تشتي تعمل مجاعة، الحرب عملت المجاعة وهي مع مدري من! أشواق محرم تشتي تقول أن النظام السابق مدري أيش عمل له. أنا أتكلم عن حالة موجودة، وبعدين الله سيحاسب من كان السبب. ولكن أنا كطبيبة وأم ويشهد الله أني لا أتعامل مع الأطفال إلا كأم وتعامل مع الحالات كإنسانه لأني لا أتبع أي جهة ولا أشتغل عملي الإنساني إلا كفريق.

 

القناة: هل نستطيع أن نقول أنه لم يوجد تقدير للعمل الإنساني أو الجهود الإغاثية التي قدمتيها تحديدًا في محافظة الحديدة؟

أشواق محرم: المواطنين قدروها. الناس عارفين، كيف تعرفي من الناس أنهم يجدوا منك نتيجة، لما يأتوا يدقوا بابك ويطلبوا منك ويتصلوا لك يطلبوا منك تنزلي منطقة معينة ويجيبوها بالاسم وأنزل. آخر مرة كانت حق السيول اللي بالقناوص والزهراء وغيرها. أنا يشهد الله وصلت لمرحلة أتمنى أني أشتغل بصمت. حتى في وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أشتغل بصمت لأنه تأذيت في مشاعري وتنمروا عليا كثير ولكن أنا قوية. هناك ناس من حولك يكونوا داعمين وهناك ناس كذلك يقولوا الحمد لله وشكرا أنكم ساعدتم وعملتم، وهذا يكفي.

 

القناة: تقييم أداء المجتمع الدولي فيما يخص قضايا دعم النساء؟

أشواق محرم: لا زال منقوص بشكل كبير. في قضايا يعملوا لها مناصرة ويوقفوا معنا بشكل كبير، وصدقيني في كل اجتماعاتنا حتى الذي هم بالخارج من النساء كلهن يطالبن بإيقاف الحرب، أين المساعي، هناك أطراف معرقلة نعم في عملية السلام، وكلمة أن تجار الحروب ما أحب أقولها لأنه كلهم خسرانين، أضعف واحد خسران أنه خرج من بلاده هذا الذي خسر القليل غير الذي ماتوا ودمرت بيوتهم وخسروا أعمالهم وكل شيء. نحتاج دعم دولي قوي، نريد دول العالم أولًا تقتنع أن هناك حرب، أنا تفاجأت أن هناك دول لا تعرف أن نحن في حرب، تتفاجئي الآن أن هناك من يعتقد أن الحرب قد خلصت وأن لها كثير منذ توقفت. أصبحنا منسيين، هي هذه الحرب المنسية ومغيبين لأنه هناك تعتيم إعلامي مقصود، هناك دول قوية لها سيطرة ولها قدرة على أن توجه الإعلام بعيد عن معاناة الشعب اليمني، ليس هناك من يتكلم عن الحالات المرضية التي عندنا، لم يعودوا يتحدثوا عن حالات الكوليرا وهي ما زالت موجودة..

 

القناة: لماذا من المهم أن تشارك النساء في الجانب السياسي، هل تعتقدي أن هناك إضافة لهن على هذا المستوى؟

أشواق محرم: نعم. النساء لها مجتمعها ولها البيئة التي تدخل فيها، النساء ستتكلم عن المعلومة، عن المعنفات أكثر، وعن الإقصاء والتهميش الذي يتعرضن له النساء، بعض الرجال يكرهوا النساء وبالذات هذه الأيام، هناك معاناة ولكني أعتقد أن النساء حاضرات في كل شيء. متعلمات، مثقفات، يعملن في المنظمات ويعملن في المجتمع المدني، في أماكن ريفية تتفاجئي أن تجدي منهن حاصلات على البكالوريس وقمة الإعجاب، أصبحت المرأة قادرة أن تطرح القضية، وعندما تطرحها تطرحها كأم وأخت وإنسانة وكفرد من المجتمع ومن كل الجوانب. لا ينقص من دورها ولا قدرتها على الطرح، أعطوها فرصة فقط، نحن شاطرات ونقدر.

القناة: بالتأكيد. كان لقاءً جميلا وممتعا دكتورة أشواق محرم وفي نهاية هذا اللقاء كلمة أخيرة تودين قولها لكل من يتابعنا الآن عبر شاشة النساء والسلام؟

أشواق محرم: أتمنى أن تكون كل المساعي لإيقاف الحرب في اليمن، لأننا تعبنا كثيرًا، الحرب أصبحت مغيبة إعلاميًا عن الوضع في اليمن وللأسف ما زالت الحرب قائمة بكل جوانبها في اليمن ونحن شعب يعاني وأتمنى أن تتوحد الجهود وأن يكون هناك قرار أممي دولي ومحلي والعمل على كل المسارات من أجل السلام ويكون السعي في الأخير لإيقاف الحرب وإحلال السلام.

القناة: كيف يمكن أن يكون الإعلام إيجابيا في تناوله لدور النساء كمواطنات وكصانعات للسلام؟

 أشواق محرم: يكون الإعلام إيجابيا في تناوله دور النساء كمواطنات وصانعات سلام عندما تظهر القيادات النسائية بحيث يتم معرفتها من قبل المجتمع أو النساء اللواتي يعملن في الميدان أو النساء اللاتي شاركن في أعمال تساعد من الرفع المجتمعي أو تساعد في إبراز أدائهن في المجتمع مثل المناصرة لقضايا تهم النساء وأيضا العمل على المشاركة أو إبراز جوانب تدخلهن في مجالات معينة مثل الدعم  في تعليم النساء أو التمكين وأيضا التأهيل للنساء.

 

القناة: وماهي العوائق التي تمنع التناول الإيجابي للنساء وخاصة الناشطات؟

أشواق محرم: العوائق التي تمنع التناول الإيجابي للنساء وخاصة الناشطات أولا التعددية الحزبية فإذا كان هناك إعلام متحيز لجهة ما أو منتمي إلى حزب معين فلا يمكن أن يحاول إظهار التي ليست من نفس الحزب أو نفس الانتماء، الشيء الآخر أنه إذا حدث اختلاف في الآراء أو الاختلاف في الأفكار لجهات أو للنساء من أطراف معينة، لا يتم الدعم وإنما قد يكون السبب في الإحباط أو التقليل من دورها أو الإقلال من مكانتها والتنمر عليها أو التعامل بجانب سلبي جدا مع هؤلاء الناشطات أو ضدهن.

 

القناة: كيف تقييمي الدور الإعلامي لوزارة الإعلام التي لا يتواجد لديها خطه لإشراك النساء وتعزيز الصور الإيجابية لهن في البلد؟

أشواق محرم: طبع هناك قصور في الدور الإعلامي، وأعتقد أن المرأة لم تحظى ولم تحصل على حقوقها في الإعلام أو في الدعم الإعلامي، وأعتقد منذ  فترة طويلة أو من حكومات سابقة وحكومات حالية وللأسف كلما حاولت المرأة أن تقدم أعمالها بعطاء وأن تكون داعمة وفاعلة في المجتمع إذا لم يكن الإعلام مناصر لها أو يقف إلى جانبها فبعض التوجهات الإعلامية تحاول إحباط المرأة أو من يقف إلى جانبها وهناك أيضا كي أكون منصفة أن هناك جهات إعلامية تقدر دور المرأة التي لا تتحيز لجهات أو يكون لديها انتماء حزبي تتعامل مع المرأة كفرد في المجتمع قام بدور جميل أو قام بعمل للتخفيف من معاناة المجتمع أو يكون لديها دور فعال. ولكن ما زال هناك قصور في هذه المرحلة إحنا يمك أن نبرر أن هناك حرب رغم أن المرأة في أغلب القطاعات المجتمعية أو المجتمع نفسه كان لها دور قوي جدا وفاعل سواء في المفاوضات، سواء مفاوضات السلام أو البناء والتنمية، حتى في إعادة الاعمار  وكل المجالات والنواحي، مناحي الدولة. لأنه يمكن تكون المرأة حاضرة وبقوة وأيضا المعاناة التي تتعرض لها المرأة كزوجة وأم وأخت وبنت، عضو في المجتمع.

 القصور الإعلامي لا نقول أنه ممنهج ولكن يمكن له مبرر أن هناك حرب، ولكن نحن نلاحظ حتى في السلم لم تُعطي المرأة حقها في بلادنا.   

القناة: إن شاء الله. شكرًا جزيلًا لك دكتورة أشواق محرم وشكرًا لكل من يتأكد أن إنهاء الحرب ليس إيقاف طلقة نار بقدر ما هي إنهاء معاناة. إلى أن نلقاكم في حلقة أخرى من النساء والسلام