عبيرعبدالله

ماتزال الحرب في اليمن في عامها السابع تحصد أرواح العديد من ضحاياها، وتقود البلاد نحو مستقبل مجهول ينتظر الأجيال القادمة التي لم يكن لها يد في إشعال الحرب، وكانت في مقدمة من يدفع ضريبتها، حيث تشير تقارير رسمية صادرة عن الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 330 ألفاً قتلوا أو توفوا نتيجة النزاع المسلح في اليمن، بالإضافة لعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين على جانبي النزاع.

هذه الأرقام تزيد من الأعباء الملقاة على كاهل الشباب اليمني، وتحتم عليه ضرورة المبادرة للعب الدور المناط به في إيقاف الحرب ومعالجة آثارها والبدء بعملية السلام عبر العملية السياسية التي يفترض بها أن تعيد تشكيل واقع ومستقبل اليمن بعيداً عن الصراعات والنزاعات والحروب.

الناشط الشبابي محمد الشيباني قال إن فئة الشباب التي تمثل الفئة العمرية بين 18 و 35 عاماً، تعد هي الفئة الأكبر من فئات الشعب اليمني وتشكل ما لا يقل نسبته عن 33% من إجمالي السكان، والشباب هم الأكثر قدرة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، وأصحاب المصلحة الكبرى من التغيير، وبالتالي على كافة الأطراف والقوى السياسية إشراك الشباب في المفاوضات السياسية، وكذا إشراكهم في صناعة القرار للوصول إلى سلام شامل ومستدام”.

مؤتمر شباب اليمن لبناء السلام

وكانت عدد من المبادرات الشبابية مؤخراً قد ضاعفت نشاطاتها بهدف الضغط على جميع القوى السياسية الفاعلة لاستيعاب الشباب وإشراكهم في صناعة القرار المتعلق بآليات المساعي نحو السلام ومنها المفاوضات السياسية، وتوسيع دائرة الشراكات على مستوى المؤسسات الرسمية والقطاع الأهلي والخاص والمكونات الشبابية والمنظمات الدولية وغيرها من القطاعات الفاعلة إلى جانب تبني برامج تعايش وإدماج اقتصادية واجتماعية تمكنه من الدخول إلى سوق العمل.

من أبرز هذه المبادرات الشبابية، مؤتمر شباب اليمن لبناء السلام، الذي نظمته العام الماضي، مؤسسة تنمية القيادات الشابة بالتعاون مع منظمة شباب بلا حدود، بالشراكة مع تحالف مجموعة التسعة النسوية وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان”.

المشاورات في المؤتمر عكست واقع وتطلعات الشباب اليمني في إطار المرتكزات الخمسة لقرار مجلس الأمن الدولي 2250، الخاص بالشباب والسلم والأمن، وتتمثل هذه المرتكزات في: المشاركة، الحماية، الوقاية، الشراكات، التسريح وإعادة الإدماج.

وكان المؤتمر قد أكد على ضرورة تعزيز دور الشباب في عملية بناء السلام وصنع القرار في مختلف مراحله ومستوياته، وإشراكهم ضمن وفود المفاوضات وفي عملية بناء السلام.

كما دعا المؤتمر، المبعوث الأممي إلى اليمن لإشراك شابات وشباب اليمن ضمن فريقه الاستشاري، وأوصوا كافة الأطراف والفاعلين الدوليين بما في ذلك المبعوث الأممي بوضع آليات فعالة لتطبيق القرارين الأمميين 2250 و 2419″.

الناشطة هنادي أنعم قالت إن “الشباب اليمني يهدف اليوم إلى إيقاف الحرب ومعالجة آثارها من خلال إعادة الاعمار، وأن يكون للشباب حضوره في المفاوضات السياسية بحيث يلعب دوره في عملية بناء السلام وفي العملية السياسية، كما يسعى الشباب لامتلاك القرار السياسي الفاعل والمستقل، وأن يساهم في إعادة بناء القطاع الاقتصادي وتأهيله بهدف تمكينه -أي الشباب- من الدخول إلى سوق العمل”.

شباب الأحزاب

كثير من الشباب اليمني الذي بات بفعل الحرب محبطاً من الأحزاب السياسية ودورها، يلقي باللوم على هذه الأحزاب، ويحملها المسؤولية عما آلت إليه البلاد اليوم، كما أنه يتهم الأحزاب السياسية بأنها المسؤول الأول عن تغييب الشباب عن مواقع صنع القرار السياسي في البلد، غير أن شباب الأحزاب لهم موقف مغاير لذلك.

فخر العزب عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، قال إن تغييب الشباب يتم في الغالب كنتاج للثقافة الأبوية التي يمارسها صناع القرار في البلاد، وهي قضية ذات طابع اجتماعي بالدرجة الأولى، كما أن هناك سبب آخر يتمثل بجهل الشباب نفسه لكيفية تمثيله التي يجب أن تكون، فتمثيل الشباب ليس بالضرورة أن يتم عبر وجود ممثلين شباب في مراكز صنع القرار فحسب، بل يجب أن يكون عبر حضور القضايا الخاصة بالشباب ومناقشتها وتقديم الحلول لها ومعالجاتها، وفي مقدمة هذه القضايا التعليم وتوفير فرص العمل”.

ويظل أمام الشباب اليمني العديد من التحديات التي تستوجب عليه مضاعفة نشاطاته وجهوده لإثبات أنه رقم صعب يصعب تجاوزه، ولانتزاع حقوقه وترجمة الأهداف التي يناضل من أجلها إلى أفعال عبر الضغط على جميع القوى السياسية بهدف تمكينه من صناعة القرار السياسي ومشاركته في المفاوضات السياسية الهادفة لإيقاف الحرب واستئناف العملية السياسية في البلاد.

 

* أنتجت هذه المادة للزميلة عبير عبدالله بعنوان “أين يقف الشباب من جهود إيقاف الحرب في اليمن؟”، كمخرج للتدريب الذي خاضته مع منصتي 30 بترشيح من مركز الإعلام الثقافيCMC، شبكة الصحفيات اليمنيات.